07 شعبان 1446 - الخميس 06 فبراير 2025
Stichting Alcauther Netherlands
NL16 INGB 0002 3546 01

عام جديد مفعم بروح الثورة تستعصي على القمع والإرجاف
Image

ودع شعبنا المظلوم العام 2015 بمشاعر اختلط فيها الألم بالأمل، متطلعا لمستقبل تخلو البلاد فيه من هذا الحكم الخليفي الجائر الجاثم على صدور الشعب، والمعادي للقيم الانسانية والاسلامية. واستقبل هذا الشعب، كغيره من شعوب العالم، العام الجديد بآمال عريضة وروح من التحدي والصمود والوعي. استهل عامه باحتجاجات واسعة واصواتانتص تهتف اينما وجدت بالحرية وتطالب بالتغيير. وفي ظل التطورات الاقليمية المتلاحقة وتراجع حظوظ انظمة الاستبداد الداعمة للارهاب والمجموعات الارهابية، تتعمق مشاعر الاحساس بحتمية انتصار الشعب وهزيمة الطغاة الخليفيين. تتواصل هذه المشاعر خصوصا حين ترشح الانباء عن الهزائم السياسية والاخلاقية والعسكرية لقوى الثورة المضادة التي تتزعمها السعودية. وقد فتحت هذه القوى جبهة حرب ظالمة على اليمن، واستهدفت شعبها بابشع العدوان الذي شاركت فيه دول عديدة بعثت جنودها للهلاك المحتوم في جبال اليمن وصحاريها. لقد تصاعدت اعداد القتلى السعوديين والاماراتيين والخليفيين والسودانيين الذين جاؤوا بقضهم وقضيضهم للانتقام من شعب اليمن بسبب اصراره على مطالبه ورفضه الاستبداد والديكتاتورية. ويزيد من تعقيد المشهد قدرة اليمنيين على اختراق الحدود بين البلدين اما بالقوات البرية او بالصواريخ التي تدك المواقع العسكرية السعودية وتحصد ارواح الجنود والمرتزقة السعوديين. شعبنا يقرأ انباء عودة المرتزقة الخليفيين في توابيت الموت بعد ان حصدت ارواحهم آلة الحرب الجائرة، ويقرأون في ذلك بداية نهاية نظام الحكم الخليفي وانتصار ضحاياه. وبرغم الهيمنة الاعلامية السعودية على الاعلام العربي فما يرشح عبرها يكشف ازمة نفسية وسياسية لدى رموز الحكم الخليفي الجائر. امام هذه الحقائق يواصل ثوار البحرين حركتهم السياسية والميدانية ويقرأون اصداء ذلك في البيانات والتقارير الدولية حول الانتهاكات الفظيعة لحقوق الانسان.

ما المتوقع في العام الميلادي الجديد؟ برغم غموض الاوضاع وتوجه امة المسلمين للمزيد من ا لتمزق والطائفية والارهاب الا ان معالم انتهاء تلك المرحلة تتضح يوميا. فما حققه العراقيون من انتصارات على المجموعات الارهابية خصوصا داعش، وما انجزه اليمنيون من انتصارات ميدانية حصدت ارواح المعتدين ومرتزقتهم، بالاضافة الى وضوح المشهد الامني في سوريا وتعمق قناعة الغربيين بضرورة التعاون في موقف عسكري ضد الارهابيين، كل ذلك يشير الى ان العام الجديد قد يكون عام التسوية ازاء العديد من القضايا. يضاف الى ذلك ان تصاعد وعي الشعوب الغربية سيضغط على الحكومات الغربية لانتهاج سياسات مختلفة تجاه الارهاب العالمي، برغم سياسات التضليل والتشويش الهادفة للتأثير على السياسات الاوروبية خصوصا تجاه السعودية ودول مجلس التعاون الداعمة للارهاب. وتكشف التصريحات التي اطلقها نائب المستشار الالماني التي تدعو السعودية لوقف دعمها الارهاب بلغة ازعجت حكام الرياض، وقبلها تصريحت وزيرة خارجية السويد التي تنتقد النظام السعودي وسياساته الداعمة للارهاب. كل ذلك يكشف عمق الغضب المختزن في نفوس الحكومات الغربية تجاه نظام الحكم السعودي، وبلوغ الامر مرحلة حرجة ستستمر برغم محاولات السعودية شراء مواقف بعض الدول الغربية بالمال النفطي اما بشكل مشاريع ام صفقات عسكرية كبيرة. وتشير الارقام الى ان الاوضاع الاقتصادية السعودية تتراجع نتيجة انهيار اسعار النفط الى 25 دولارا للبرميل، الامر الذي بدأ يضاعف متاعب انظمة الخليج خصوصا الحكم الخليفي الذي كان يراهن على الدعم المالي من دول الخليج. التوازن السياسي والعسكري اذن يميل لغير صالح تلك الانظمة التي كانت تراهن على الدعم الغربي الذي يحول دون سقوطهم ويمنع انهيار منظوماتهم السياسية.

الخليفيون فقدوا المبادرة، فمالوا لتصعيد القمع، باعتقال العشرات من المواطنين بوسائل وحشية. بل سعت العصابة الحاكمة لاستهداف الاشخاص الذين توقفوا عن النشاط منذ سنوات، كما هو الوضع مع العضو البلدي السابق، حميد منصور، الذي لم يعرف له نشاط سياسي في الحقبة الاخيرة، بل ينحصر دوره بنشاطاته السابقة التي سبق ان اعتقل بسببها وسجن سبعة اعوام متواصلة. واعتدت العصابات الخليفية على منازل الآمنين خلال هذا الاسبوع وروعت ساكنيها واعتقلت شبابها، معتقدة ان القمع سيؤدي للصمت وبذلك تنتهي المشكلة. انها العقلية التي ادت تدريجيا لرفض الحكم الخليفي الذي كان الشعب قد اعترف به للمرة الاولى والاخيرة في دستور 1973 الذي مزقه الطاغية واستبدله بدستوره الخاص الذي لا يعترف الشعب به. فكلما ولغ في الدماء والاعراض وانتهك الحقوق تعمقت كراهية الشعب له حتى بلغ في الوقت الحاضر لرفض شعبي مطلق لاستمرار الحكم الخليفي. وحتى الذين يقولون باصلاح نظام الحكم الخليفي يطالبون بحقوق دستورية تجرد الخليفيين من صلاحياتهم التي اساؤوا استخدامها ووجهوها لضرب الشعب وحريته وحقوقه. فلم يعد هناك اليوم من يقبل بعودة الوضع الى ما كان عليه قبل ثورة 2011. وفي نظرنا فقد اصبح التوصل لاية تسوية سياسية امرا مستحيلا، فالشعب يطالب بحقوق كاملة تنهي الحقبة الخليفية السوداء التي تزداد سوءا مع الزمن، بازدياد القمع وتقليص الحريات والاستحواذ الخليفي المطلق على الحكم. واذا كان ترويجهم الطائفية وخطابهم البغيض قد ترك اثرا على بعض القطاعات الوطنية من الطائفة السنية، الا ان ذلك الخطاب استنفذ اغراضه، وبدأ المواطنون من الطائفة السنية يتساءلون عن جدوى الانحياز لجانب العصابة الخليفية التي لا يهمها الا افرادها ولا تعترف بوجود الشعب الاصلي، شيعة ام سنة.

العام الجديد لن يكون انشاء الله كالاعوام السابقة. فهتاف الاحرار لن يتوقف، واحتجاجاهم لن تتراجع يوما، بل ستتصاعد حتى تحاصر العصابة الخليفية وترغمها على تقديم تنازلات اكبر مما يستطيع الخليفيون اقراره. لقد عاشت البلاد خلال التسعين عاما الاخيرة حقبة سيئة من القمع السلطوي، ودخلت في حلقة فارغة من العنف السلطوي الذي يقابله احتجاجات الشعب وما يمثله ذلك من عبء سياسي على الوطن. البحرانيون هم اصحاب الارض الاصليون، بشيعتهم وسنتهم،اما الخليفيون فدخلاء على الوطن، وهم المسؤولون عن معاناة سكانه والسعي المتواصل لاستبدالهم بالاجانب. وبرغم المطالبات الدولية باصلاح اوضاعهم والتوقف عن انتهاكات حقوق الانسان خصوصا التعذيب والاعتقال التعسفي، استمروا في ذلك باعتماد سياسة التضليل التي امرهم بها الخبراء الاجانب خصوصا البريطانيين. هذه السياسة ستضاعف ردود الفعل ضدهم وتؤدي لهلاك نظامهم في المستقبل غير البعيد. لقد تحقق للشعب وعي ثوري يفشل ارجاف العناصر التي يبعثها الخليفيون للقادة والرموز لثنيهم عن مواقفهم وتشجيعهم على الاستسلام والقبول بالفتات، او حثهم على زيارة الطغاة لتقبيل ايديهم الملطخة بالدماء. فما اقبح هؤلاء المنافقين الذين سقطوا بايدي الشيطان وباعوا ضمائرهم بثمن بخس. فالشعب يمتلك روحا ثورية متجددة وسيواصل مقاومته المدنية السلمية بدون خشية من هذا العصابة المجرمة التي حان الوقت لسقوطها المهين "انا كذلك نفعل بالمجرمين".

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية

 
 
 

كل ما ينشر من المقالات والآراء والتعليقات وكذلك في الصفحة الحرة لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع باي شكل من الاشكال ، ويتحمل الكاتب وحده جميع التبعات .