قال ممثل المرجعية العليا في أوروبا السيد مرتضى الكشميري ،ما عُبد الله بشيء افضل من تسبيح فاطمة (ع) كل يوم دبر كل صلاة ،جاء ذلك ، في الحلقة الثانية من مقامات الزهراء (ع) – التسبيح المنسوب اليها
والذي يستحب التعقيب به ، وبذلك استفاضت اخبار الرسول واله (ص) في الحث على الاتيان به حتى قال الامام الباقر (ع) (ما عبد الله بشئ من التحميد أفضل من تسبيح فاطمة عليها السلام ولو كان شئ أفضل منه لنحله رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة عليها السلام) .
ويقول الامام الصادق (ع) (تسبيح فاطمة عليها السلام في كل يوم دبر كل صلاة أحب إلي من صلاة الف ركعة في كل يوم) (إنا نأمر صبياننا بتسبيح فاطمة عليها السلام كما نأمرهم بالصلاة) .
وبلغ التسبيح مرتبة عالية من الفضل بحيث يترتب على تركه رد العبادة على صاحبها وإن كانت تامة الأجزاء والشرائط ، فقالوا (ع) (أن الصلاة الخالية منه ترد على صاحبها) لكون العبادة المقرونة بتسبيح الزهراء كالحلة الموشاة التي لا تماثلها الحلة الخالية من الوشي والتطريز .
وكيفية هذا التسبيح 34 تكبيرة و33 تحميدة و33 تسبيحة . وهذه النحلة النبوية لابنته فاطمة الزهراء (ع) تعتبر من مصاديق الذكرالكثير لقول الامام الصادق (ع) لما سئل عن قول الله عز وجل ((اذكروا الله كثيرا)) ما هذا الذكر الكثير ؟ فقال : (من سبح تسبيح فاطمة قد ذكر الله الذكر الكثير) .
ولربما اكتسب التسبيح هذه الأهمية الكبرى لبيان مقام الزهراء (ع) ومنزلتها عند الله والنبي والعترة الطاهرة (ص)، قال الامام العسكري (ع) (نحن حجج الله على خلقه وجدتنا فاطمة حجة الله علينا) .
ولأنها هي الوسيلة الى الله ضمن الولي والعترة لقولها (واحمدوا الله الذي لعظمته ونوره يبتغي من في السموات والأرض إليه الوسيلة ، ونحن وسيلته في خلقه ، ونحن خاصته ومحل قدسه ، ونحن حجته في غيبه ، ونحن ورثة أنبيائه) .
هذا وطبق ما وردت احاديث اهل البيت (ع) ان تكون حبات السبحة من طين قبر الحسين (ع) فان فاطمة (ع) كانت سبحتها من خيط صوف مفتل معقود عليه عدد التكبيرات فكانت عليها السلام تديرها بيدها تكبر وتسبح إلى أن قتل حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء ، فاستعملت تربته وعملت التسابيح فاستعملها الناس، فلما قتل الحسين صلوات الله عليه عدل بالامر إليه فاستعملوا تربته لما فيها من الفضل والمزية .
وسئل الامام الصادق (ع) عن استعمال التربتين من طين قبر حمزة والحسين (ع) والتفاضل بينهما، فقال (ع) (السبحة التي من قبر الحسين (ع) تسبح بيد الرجل من غير أن يسبح) .
و(أن الحور العين إذا أبصرن بواحد من الاملاك يهبط إلى الأرض لأمر ما يستهدين منه السبحة والتراب من طين قبر الحسين (ع)) .
و(من أدارها مرة واحدة بالاستغفار أو غيره كتب له سبعين مرة ، وإن السجود عليها (تربة الحسين (ع)) يخرق الحجب السبع) .
ومن كانت بيده سبحة كتب مسبحا وان لم يسبح بها، ولعل السر في الحصول على هذا الاجر من التسبيح والسجود لانه يذكر بمواقف الحسين (ع) الجهادية في يوم عاشوراء .
مضافا لكل ما ذكرنا فان لهذا التسبيح فوائد واثار منها :
1- طرد الشيطان ، وطلب الغفران من الله والحصول على رضوانه .
وقد روى محمد بن مسلم أن أبا جعفر الصادق (ع) قال (من سبح تسبيح فاطمة عليها السلام ثم استغفر الله غفر له ، وهي مئة باللسان ، وألف في ميزان ، وتطرد الشيطان ، وترضي الرحمان)
عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (ع) قال (تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام إذا أخذت مضجعك فكبر الله أربعا وثلاثين واحمده ثلاثا وثلاثين وسبحه ثلاثا وثلاثين وتقرأ آية الكرسي والمعوذتين وعشر آيات من أول سورة الصافات وعشرا من آخرها) . وذكر بان هذا الورد ينفع لدفع المنامات المزعجة .
2- الشفاء من الامراض : روي انه دخل رجل على أبي عبد الله وكلمه فلم يسمع كلام أبي عبد الله عليه السلام وشكى إليه ثقلا في اذنيه ، فقال له : ما يمنعك ؟ وأين أنت من تسبيح فاطمة عليها السلام قال : جعلت فداك ، وما تسبيح فاطمة ؟ فقال : تكبر الله أربعا وثلاثين وتحمد الله ثلاثا وثلاثين وتسبح الله ثلاثا وثلاثين تمام المائة ، قال : فما فعلت ذلك إلا يسيرا حتى ذهب عني ما كنت اجد .
نسال من المولى سبحاته وتعالى ان يجعلنا من المسبحين والذاكرين والمستغفرين بالاسحار ببركة الصلاة على نبيه المصطفى واله الاطهار.
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها ، بعدد ما أحصاه كتابك وأحاط به علمك .