قال ممثل المرجعية العليا في اوربا السيد مرتضى الكشميري كانت الزهراء (ع) تحدث أمها وهي حمل في بطن امها، جاء ذلك ، في الحلقة الثالثة من مقامات الزهراء (ع)
وهي المقامات التي انفردت بها وتميزت بها على نساء الجنة (آسيا بنت مزاحم ومريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد).
انعقاد نطفتها من طعام الجنة وحديثها مع أمها وهي جنين في بطنها
وبهذا المعنى القطعي جاء الحديث عن الامام الصادق (ع) بأن رسول الله (ص) كان جالسا بالأبطح مع جماعة من قومه وذلك في شعبان ، فهبط عليه الامين جبرائيل يقرؤه من الله السلام وأمره أن يعتزل خديجة أربعين صباحا ، فبعث (ص) عمار بن ياسر اليها يعلمها أمر ربه وأنه لا بد من إنفاذه ولا يكون إلا خيرا، وبشرها بأن الله تعالى يباهي بها كرام ملائكته.
ثم اقام النبي (ص) في منزل فاطمة بنت أسد أربعين صباحا وبعدها هبط عليه جبرئيل وميكائيل معهما طبق مغطى بمنديل وضعه أمامه وأمره جبرئيل أن يكون إفطاره من هذا الطعام .
وكان (ص) من عادته أن يفتح الباب لمن يريد الإفطار وفي تلك الليلة أمر بسد الباب وقال هذا الطعام محرم على غير الأنبياء وكشف جبرئيل عن الطبق فإذا فيه عذق من رطب وعنقود من عنب فأكل النبي منهما وشرب من الماء ومد يده للغسل فأفاض عليها الماء جبرئيل وارتفع الطعام مع الإناء . وامره جبرئيل أن يأتي منزل خديجة فإن الله سبحانه آلى على نفسه أن يخلق من صلبه في هذه الليلة ذرية طيبة فقام النبي من وقته إلى منزل خديجة وقرع الباب فقالت خديجة من القارع حلقة لا يقرعها إلا محمد (ص) ؟ فناداها النبي افتحي الباب فأسرعت مستبشرة وفتحت الباب فدخل رسول الله (ممتثلا أمر رب العالمين وقضى الله ما أراد) فحملت خديجة بفاطمة الزهراء (ع) .
وهذه عناية خاصة بسيدة نساء العالمين .. إذ لم يعهد مثلها في بنات النبي (ص) .. فإن كلّا منهن لم تحظ ببعض منه .. وما ذلك إلا لتفرد الصديقة في متبوأ القدس والنزاهة .
ولقد شاهدت خديجة من نسوة مكة عذلا واعتزالا عنها منذ حظيت بنبي العز والإسلام .. ذلك الذي اشرق العالم بنوره المتألق ، وأخصبت الأرض بعد جدبها ، حتى غمر العالم كله فضله الفياض ، وقلن فيها (ما نضجت آنيتهم) . وهي التي لا تدافع عن فضل شامخ وكرم باسق .. تتفيأ بظله قريش وعامة العرب .. ولها التبصر بدقائق الأمور والاستشراف على حقائق الأشياء حتى لقبت (بالطاهرة) وسيدة قريش .. وجاءتها البشارة من الجليل عز شأنه على لسان نبيه (ص) أن لها بيتا في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب ، وأن الله لم يرزقه زوجة أفضل من خديجة أبدا وبه امتازت على نساء العالمين ، مضافا إلى أنه سبحانه أكرمها بالسيدة البتول ، الحوراء الانسية .
فكانت سلام الله عليها وهي حمل تلقي اليها أحاديث التسلية والصبر على ما قاسته من كوارث ومحن يوم تزوجت من رسول الله (ص) وكانت تكتم ذلك عليه ، وفي بعض الأيام سمعها تحدث وليس في البيت أحد فقال لمن تحدثين ؟ فقالت الجنين في بطني يحدثني فبشرها عن جبرئيل بأنها أنثى ومنها الائمة الاطهار خلفاء الله في أرضه عند انقضاء وحيه وما برحت خديجة تسمع من الصديقة الطاهرة حديثها الى أن ولدتها طاهرة مباركة.
كانت تحدث أمها وأمها تكتمه إذ النبي دخلا
فقال يا بنت خويلد لمن تحدثين والبيت خلا
فقالت : الجنين في بطني غدا يؤنسني حديثه قال : بلى
هي ابنتي وإنها الأنثى التي قد فقدت بفضلها المماثلا
والحق مذ آن إليها وضعها أربع نسوة إليها أُرسلا
لكي يلين من خديجة كما تلي النساء لئلا تذهلا
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسّرّ المستودع فيها ، بعدد ما أحصاه كتابك وأحاط به علمك.